الفجوة الأرضية في البقاع طبيعيّة

كشف "المجلس الوطني للبحوث العلميّة" في بيان أنه "في الشق العلمي، تعتبر الفجوة التي ظهرت في خراج بلدة برقا البقاعية هي ظاهرة طبيعيّة، وهناك احتمال لوجود العديد من هذه الفجوات المغطاة بالتربة السميكة في المنطقة، حيث تم الإبلاغ سابقاً عن حدوث فجوات مماثلة وإن كانت بعمق أقل، مما يستدعي أخذ الحيطة من قبل المواطنين عند ملاحظة تشققات في التربة السطحية".

وأعلن أنه بتاريخ 4 الحالي، زار وفد من أهل الاختصاص الموقع المذكور لتخلُص معاينته إلى "وجود فجوة أرضية بقطر يتراوح بين 2 و 3 أمتار وبعمق أوّلي يزيد عن 25 متراً في منطقة برقا، موضحاً أن "هذه الفجوة موجودة في منطقة تسود فيها الصخور الكلسية التابعة للعصر الجيولوجي الطبشوري الأوسط، وذلك ضمن منخفض تابع لمجرى مياه سطحي مغطّى بتربة طينية متشققة وسميكة (أكثر من 10 أمتار عمقاً)، لتظهر بعد هذا العمق الصخور الكلسيّة المتعرّضة لظاهرة التكرست، وهي عملية ذوبان الصخور الكلسية وتآكلها بفعل المياه الجوفية، مما يؤدي إلى حدوث فجوات في هذه الصخور، يمكن ملاحظة الكثير منها في مناطق عدة في لبنان، مثل المنطقة الواقعة بين عيون السمان – حدث بعلبك، إلا أن هذه الفجوة في الموقع المذكور كانت مغطاة بالتربة السميكة ولم تكن ظاهرة على سطح الأرض".

وأشار البيان إلى أن "الموقع المذكور هو تماماً على إحدى هذه الفجوات الكارستية المغطاة بطبقة من التربة الطينية الهشة والتي تشكّل نقطة ضعف، ومن الممكن أن تكون قد تعرضت مع الوقت لعملية تشقق أدّت إلى انهيارها وربما تكون الارتجاجات الزلزالية الأخيرة قد سارعت بهذا الانهيار فأظهر الفجوة موضع الكشف".

وأعلن أن "المجلس سيعمد مع فرق اختصاصية، إلى العمل على بعض المسوحات الجيوفيزيائية الإضافية التي تتيح معرفة المزيد عن امتداد وانتشار الفجوات في هذا الموقع".

وختم البيان: "أما عملياً، فقد أَوصى المجلس بضرورة تسييج الفجوة بسياج متين، لا بشريط لاصق كالموجود حالياً، مع أخذ هامش واسع يتخطاها بأمتار عدة، وذلك لتنبيه المواطنين من المرور بمحاذاتها خاصة وأنها قابلة للتوسّع نظراً لهشاشة التربة، ولأن وجود فجوات مجاورة ليس مستبعداً بسبب طبيعة المنطقة كما ذُكر آنفاً، مع ضرورة أن يُصار بسرعة إلى ردم الفجوة حفاظاً على السلامة العامّة".