بوتين من "العملية الخاصة" إلى "إعلان الحرب"

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 21 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الخميس، 22 سبتمبر 2022
بوتين من "العملية الخاصة" إلى "إعلان الحرب"

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة عامة جزئية في البلاد حالة من الاستنكار والإدانة بين الدول الغربية، إذ قال إنه اتخذ قراراً بتوجيه ضربة استباقية، مؤكداً أن الهدف منها تحرير الأراضي في دونباس وحماية بلاده من "العدو" الغربي. كما أشار إلى أن الغرب يريد تدمير البلاد، معتبراً أنّ كييف تستخدم المرتزقة والمتطوعين الآخرين بقيادة حلف شمال الأطلسي (​الناتو).

ما هي التعبئة العامة الجزئية؟

يعني إعلان بوتين التعبئة الجزئية اتخاذ القيادة الروسية قراراً بالانتقال من مرحلة الـ "عملية خاصة" في أوكرانيا، إلى إعلان "حماية سيادة روسيا" في مواجهة الغرب، ما يشير إلى تطور الحرب إلى مجال أوسع قد تشمل حسب التوقعات، استهداف القرم، والبنى التحتية، ومراكز القرار في كييف.

وتقضي التعبئة العامة الجزئية بدعوة مواطني روسيا الاتحادية للخدمة العسكرية من خلال التعبئة في القوات المسلحة، كما تثبت أن مستوى الأجور للمواطنين الذين يتم استدعاؤهم يتوافق مع مستوى أجور الأفراد العسكريين المتعاقدين العاملين في القوات المسلحة الروسية.

ويُعفى المستدعى من التعبئة في حال تجاوز السن الأقصى للخدمة العسكرية، وفي حال اعترفت اللجنة الطبية العسكرية بأن الشخص غير صالح للخدمة، باستثناء الأفراد العسكريين الذين أعربوا عن رغبتهم في مواصلة الخدمة العسكرية.

وتموّل الحكومة الروسية أنشطة التعبئة الجزئية، وتتخذ التدابير اللازمة لتلبية احتياجات القوات المسلحة لروسيا الاتحادية والقوات والتشكيلات والهيئات العسكرية الأخرى خلال فترة التعبئة الجزئية. كما يجب على كبار المسؤولين في كيانات روسيا الاتحادية ضمان تجنيد المواطنين للخدمة العسكرية من أجل التعبئة في القوات المسلحة بالعدد المطلوب والآجال التي تحددها وزارة الدفاع لكل كيان من الكيانات المكونة لروسيا الاتحادية.
ويستمر سريان عقود الخدمة العسكرية التي يبرمها العسكريون حتى نهاية فترة التعبئة الجزئية، باستثناء حالات فصل العسكريين من الخدمة العسكرية على الأسس التي يحددها هذا المرسوم.

ردود فعل غربية

وفي سياق ردود الفعل على التعبئة العامة، أعلن ​البيت الأبيض أن واشنطن تتعامل بجدية مع تصريحات بوتين حول ​الأسلحة النووية، لكنها لا تحتاج حالياً إلى تعزيز حالة تأهب قوات الردع الاستراتيجية الخاصة بها.

من جهتها رأت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان، أن خطاب الرئيس الروسي الذي أعلن فيه التعبئة الجزئية، يمثل تصعيداً مقلقاً ويجب أخذ التهديدات التي وجهها على محمل الجد.

بدورها دعت الصين إلى التفاوض على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف واللجوء إلى الحوار والتشاور، وإيجاد حلٍ يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف. 

كذلك اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك أن التعبئة الروسية كانت خطوة متوقعة، وستُثبت أنها لا تحظى بشعبية كبيرة، وتؤكد أن الحرب لا تسير وفقاً لخطة موسكو، مضيفاً أن بوتين يُحاول تحميل الغرب مسؤولية بدء حرب غير مبررة والوضع الاقتصادي المتدهور في بلاده.

من جهتها، نددت المفوضية الأوروبية بقرار بوتين، معتبرةً أنه في حالة يأس ولا يسعى إلا إلى تصعيد الأزمة. كذلك قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن بوتين ينوي مواصلة التصعيد في الحرب على أوكرانيا، وتشكل مؤشر يأس جديداً لديه.

كما شدد الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ على أن وحدة الحلفاء في أميركا الشمالية وأوروبا يمكنها مواجهة التهديدات العالمية.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار أولاف شولتس، يعتقد أن التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها روسيا بمثابة مؤشرات على أن هجوم موسكو على أوكرانيا لم يكلل بالنجاح.