"التعبئة" الروسية ..أبعد من حدود أوكرانيا؟

  • غوى القاضيbronzeبواسطة: غوى القاضي تاريخ النشر: الخميس، 22 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
"التعبئة" الروسية ..أبعد من حدود أوكرانيا؟

مع مرور نحو 7 أشهر على بدء العملية الروسية في أوكرانيا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة العامة الجزئية، الأمر الذي استنفر دول العالم ولا سيما الغربية.

ويعني هذا الإجراء الانتقال من مرحلة "العملية الخاصة" في أوكرانيا للقضاء على النازيين، إلى إعلان الحرب دفاعاً عن سيادة الاتحاد الروسي في مواجهته الغرب، الذي وصفه بوتين بـ"العدو". 

ويعكس قرار الرئيس الروسي سعي موسكو إلى تحقيق أهداف نوعية، قبل بدء فصل الشتاء  باستخدام "كل الوسائل لحماية الأراضي الروسية بما فيها أسلحة الدمار الشامل". حتى إن "الأسلحة النووية يمكن استخدامها للدفاع عن أراضينا"، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف اليوم، مما يعني وضع روسيا بمواردها الهائلة في حالة حرب حقيقية، إذ يعدّ أول إعلان تعبئة روسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ذلك أن الخطوة التي أعلنها بوتين تساعده في إعلان الحرب رسميّاً على أوكرانيا، بعدما كان يصف الحرب بأنها "عملية عسكرية خاصة"، الأمر الذي كان يشكل قيداً أمام تعبئة موارد الاتحاد الروسي الداخلية للمجهود الحربي. ومن المفارقات ربما المقصودة، إن إعلان التعبئة العامة الجزئية جاء متزامناً مع خطط موسكو لإجراء استفتاءات في 4 مناطق أوكرانيّة.

وفي هذا الإطار، أوضح المحلّل المتابع للشؤون الإقليمية والدولية الصحافي أمين قمّوريّة للبلد أونلاين، أن التعبئة الجزئية لا تعني الاستنفار العام، إنما ضم عدد محدود من المشاركين في التدريب أو الخدمة الإجبارية للقوات المسلّحة الفاعلة على الأرض تصل إلى 300 ألف جندي جديد، وأكد أنها جاءت للرد على الهجوم المضاد الذي قام به الأوكرانيون بمساعدة غربية واسترجاع  كل منطقة خاركيف تقريباً ووصولهم إلى حدود دونباس، مشدداً على أن الخطوة الروسية جاءت دفاعاً عن دونباس ورفضاً للـهزيمة.

ورأى قمّوريّة أن الحرب طويلة وشرسة، لافتاً إلى أنّ التصعيد يجري على قاعدة الحرب قبل المفاوضات. وأشار إلى أن الغرب أصبح منخرطاً في هذه الحرب، معتبراً أن المساعدات الغربية هي التي سببت هذا الفرق. وحذّر من أنّه في حال استمرّ التصعيد بهذا الشكل، فإن الأمور ستذهب إلى أبعد من حرب عند حدود أوكرانيا. كما أوضح أنه من الممكن استخدام أسلحة قاسية أو مواجهة شاملة أو تسوية، مستدركاً أن التسوية بعيدة. وقال: "كل طرف طامح لتحقيق ربح أكثر، ليفرض شروطه في التسوية".