مناظرة ثانية للمرشحين لخلافة جونسون

شارك المرشّحون لخلافة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في مناظرة تلفزيونية ثانية مليئة بالتشويق، بالتزامن مع الدخول في أسبوع حاسم على صعيد السباق إلى رئاسة الحكومة. ويتنافس خمسة مرشحين في السباق الذي انطلق بعد الإعلان في السابع من تموز عن استقالة جونسون.

وقد شاركت وزيرة الدولة للتجارة الدولية بيني مورداونت، ووزير المال السابق ريشي سوناك، ووزيرة الخارجية ليز تراس، ووزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمي بادينوك، والنائب توم توغنهات، في المناظرة. 

وبعد عمليات تصويت عدّة للنواب المحافظين، ستُعرَف الأربعاء أسماء المرشحَين النهائيَّين اللذين سيَحسِم تصويت أعضاء الحزب هوية الفائز من بينهما بزعامة حزب المحافظين. كما سيُعرَف اسم رئيس الوزراء الجديد في الخامس من أيلول.

وفي المناظرة لم يشأ أي من المرشحين الدخول في صدام أو توجيه انتقادات شخصية.

سجالات في المناظرة

وبادرت وزيرة الخارجية ليز تراس إلى الهجوم، بعدما تمّ وصف أدائها في المناظرة الأولى، بأنه غير مقنع. واستهدفت خاصةً زميلها السابق في الحكومة وزير المال ريشي سوناك، متّهمة إيّاه بقيادة البلاد إلى الركود، بسبب زيادة الضرائب خلال تولّيه حقيبة المال.

ومنذ بداية الحملة، تسود خصومة حادة بين تراس وسوناك. وتعتبر تراس البالغة من العمر 46 عاماً، المرشحة المفضلة لمعسكر جونسون المقتنع بأنّ سوناك كان يعدّ منذ أشهر لخلافة رئيس الوزراء واستقال في الرابع من تموز لتسريع سقوطه. وهي تُصنّف ثالثة في السابق خلف مورداونت وسوناك المتنافسَين بشدّة.

وانتقدت وزيرة الدفاع السابقة بيني مورداونت، السياسة الضريبية التي انتهجها سوناك، مبدية اقتراح اللجوء إلى الاقتراض لمواجهة أزمة غلاء المعيشة التي تواجهها الأسر البريطانية مع تضخم قياسي بلغ في أيار 9,1 بالمئة.

واعتبر سوناك أنّه نهج اشتراكي، وقال إنّه حتى الزعيم السابق للمعارضة جيريمي كوربن، ما كان ليذهب بعيداً إلى هذا الحد.

ووزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمي بادينوك، أصبحت في الطليعة بعدما استخدمت خلال أول مناظرة تلفزيونية لغة أقل جموداً من معظم منافسيها، بحسب ما أفاد استطلاع رأي أجراه موقع المحافظين.

النزاهة والثقة

وتمّت مناقشة قضايا النزاهة والثقة على نطاق واسع، بعد أشهر من الفضائح والأكاذيب في عهد جونسون. ووحده النائب توم توغنهات  اتّهم رئيس الوزراء المستقيل بفقدان النزاهة، في حين قالت كيمي بادينوك "أحياناً". وكانت ردود المرشحين الثلاثة الآخرين مبهمة. 

وتطرّق المرشحون إلى القضايا البيئية، لدقائق قليلة علماً بأنّ الملف برمّته بقي منذ بداية الحملة ثانوياً. كما شدّدوا باستثناء بادينوك، على أنّهم سيحافظون على هدف الدولة المتمثل في تحقيق حياد الكربون بحلول 2050، لكنّ الملف ليس أولوية لهم.

التصويت قبل المناظرة الثالثة

وسيصوت نواب حزب المحافظين مرة أخرى أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء لتصفية المرشحين قبل مناظرة ثالثة، لاختيار رئيس الوزراء الجديد، ليعود اختيار أحد المرشحين الأخيرين إلى أعضاء حزب المحافظين، بتصويت عبر البريد خلال الصيف.