التشكيلة الحكومية المسربة تفجر سجالات عونية-ميقاتية

بعد يوم واحد على إنجاز الاستشارات النيابية غير الملزمة، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الذي أطلعه على نتائج الاستشارات، وقدم إليه صيغة للحكومة التي يقترحها. وقد أكد رئيس الجمهورية للرئيس ميقاتي أنه سيدرس هذه الصيغة ويبدي رأيه فيها. لكن تسريب التشكيلة الوزاري فجر سجالات واسعة.

عون يدرس الصيغة الحكومية

وبعد اللقاء قال الرئيس ميقاتي إنه بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها أمس، وجد أن الخيارات ضيقة جداً، وأن الوقت مهم جداً، مضيفاً أنه جوجل الأفكار التي طُرحت خلال الاستشارات، وزار رئيس الجمهورية وسلمه تشكيلة الحكومة التي رآها مناسبة في هذه الظروف. وأشار إلى أهمية الوقت، لافتاً إلى أن الرئيس طلب أن يدرسها ويعود إليه  بالرد. ورداً على سؤال عن نوع التشكيلة أو توصيفها، قال الرئيس المكلف إنها باتت موجودة لدى الرئيس.

وكان ميقاتي قد لوّح للصحافيين، لدى دخوله القصر الجمهوري، بمغلف أبيض يحمله، في إشارة إلى التشكيلة التي كانت في يده.

تشكيلة بخط اليد

وأوضح الرئيس المكلّف، في تصريح تلفزيوني، أنّ قرار تقديم التشكيلة الحكومية اتّخذه ليلاً، وكتبها بخط يده، بعدما تعفف الجميع عن المشاركة، وأصبحت الخيارات ضيقة، مشيراً إلى أنّ ما قدمه للرئيس عون هو تبديل وزراء وليس الجميع، مشدداً على أنه لم يكن هناك من تواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، سوى خلال الاستشارات، وبشأن أمور عامة.

أسماء مقترحة وأخرى مستبعدة

وبحسب التسريبات الإعلامية، فإن التشكيلة التي نقلها ميقاتي إلى عون تستند إلى الحكومة الحالية، وتتضمن 24 وزيراً، مع تعديل 5 أسماء، من بينها ممثلو قوى سياسية خسرت في الانتخابات النيابية.

وأضافت المعلومات، أن أول الأسماء التي ستُستبعد، هو وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي يريد ميقاتي استبداله بوليد سنو. كما يرغب في استبدال وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام بوزير الصناعة جورج بوشكيان. وتردد أن الرئيس المكلف يتمسك ببسام مولوي وزيراً للداخلية والبلديات، وأن وزارة المالية ستسند إلى الوزير السابق ياسين جابر، فيما يتسلم النائب سجيع عطية وزارة الدولة لشؤون المهجرين والنازحين، بحسب التسريبات. 

التشكيلة المسربة

وقد سربت مساء اليوم تشكيلة حكومية إلى إحدى محطات التلفزة المحلية، متضمنة هذه المعطيات والأسماء، الأمر الذي وصفه مستشار ميقاتي، فارس الجميّل بأنه معيب. وأكد أن هذه التشكيلة كان يفترض أن تكون سرية بين الرئيسين. وقال لمن سرّبها: "إذا كان المقصود بالتسريب تعطيل عملية تشكيل الحكومة، فالرسالة وصلت".  

وفي وقت لاحق من المساء، أصدر المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي بياناً، اتهم فيه المحيطين برئيس الجمهورية بتسريب مسودة التشكيلة. وقال إن أسماء من سربها ومن سُربت إليه معروفة، معتبراً أن القصد من هذا التسريب واضح والرسالة وصلت. لكنه أعلن وقف السجال لإنجاح السعي الحثيث لتشكيل الحكومة وصوناً لمقام رئاسة الجمهورية.

أوساط التيار الحر

وفيما ذكرت بعض المصادر أن عون سيطلب تعديل التشكيلة الوزارية المقترحة، أفادت أوساط إعلامية محسوبة على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، أن ميقاتي قدم هذه التشكيلة بقصد عدم الموافقة عليها و"هي مؤشر أوّلي إلى أنه لا يريد حكومة قبل نهاية ولاية عون".