نصرالله: اتفاق الترسيم انتصار ولبنان حصل على مطالبه

  • تاريخ النشر: السبت، 29 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 31 أكتوبر 2022
نصرالله: اتفاق الترسيم إنتصار ولبنان حصل على مطالبه

شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على أن الاتفاق الذي أنجز حول ترسيم الحدود البحرية هو إنجاز تاريخي وكبير جداً ويستحق التوقف عنده، وشرح الملف منذ البداية وحتى خواتيمه. ولفت إلى أنه بعد الكلام منذ سنوات عن وجود النفط والغاز أصبح لبنان بحاجة لترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أن المياه الإقليمية هي جزء من الدولة التي لها سيادة كاملة على هذه المياه وتستفيد من ثرواتها وخيراتها، وعلى ضوء تحديد الحدود البحرية يحدد لبنان بلوكات الغاز والنفط.

كما أوضح نصرالله أن الخط 23 والذي صدر مرسوم بشأنه يمكن أن يعتبر الحدود، مذكراً بـ"موقف المقاومة منذ العام 2000 من عدم التدخل في ترسيم الحدود البحرية لأنها مسؤولية الدولة، وما تعتبره الدولة للبنان تلتزم به المقاومة"، لافتاً إلى أن حزب الله كان خارج النقاش بين الخط 23 والخط 29 وإذا أعلنت الدولة أن الخط 29 شمالاً هو للبنان، فالمقاومة مستعدة لتقوم بما يلزم للدفاع عن هذه المنطقة.

وكشف أن إسرائيل قامت برسم الخط المعروف بخط 1 ابتداءً من الناقورة الذي يأخذ مساحة ضخمة يعتبرها لبنان حقاً ومنطقة اقتصادية خالصة، مشيراً إلى أن الرقم المتداول بين خط 23 وخط 1، بين ما تقوله الدولة اللبنانية وما يقوله العدو، يصل إلى حدود 879 كيلومتراً مربعاً.

وأكد نصرالله أنه"كان هناك منع أميركي للشركات إذا ما حاولت التنقيب أو المسح، وكان هناك حصار وضغط على الدولة اللبنانية للقبول بالخط 1 الذي كان يريده العدو، وقد حصل توافق على مستوى الدولة بين 2009 و2010 بأن يتابع الملف رئيس مجلس النواب نبيه بري".

وذكر أنه منذ بدء التفاوض مع الوسيط الأميركي فريدريك هوف إلى مرحلة ما قبل كاريش لم يُطلب شيئاً محدداً من المقاومة وأضاف:" كنا موجودين بالبلد ومعنيين، وخلال مراحل التفاوض بري أعلن بوضوح أنه لن نتخلى عن كوب ماء وهذا الذي حدث فعلاً".

كذلك لفت نصرالله إلى أنه في نهاية المطاف الموقف الرسمي اللبناني بقي رافضاً لخط هوف حتى آخر لحظة، والذي يباشر الملف أي بري كان حاسماً في هذا الملف، وتحولت إدارة الملف من بري إلى الرئيس ميشال عون والجيش اللبناني، "وقد انتقل الملف من رجل صلب في المفاوضات إلى رجل صلب مشهود له ولا أحد يستطيع أن يضغط عليه".

وكشف أنه بعد تبدّل الإدارة الأميركية تم تكليف آموس هوكشتاين الذي قدم طرحاً جديداً متقدماً عن طرح هوف، لكن لا يستجيب للمطالب اللبنانية، وبعدها بدأت تحولات في المنطقة والعالم من الحرب في أوكرانيا وغيرها من مسائل مرتبطة بالغاز في أوروبا والحاجة إلى ذلك.

ورأى أن "الموقف اللبناني الرسمي الموحد والقوي وتحرك المقاومة الجدي والصارم وضع العدو في مأزق وحكومة يائير لابيد في وضع صعب، وفي حال رفض العدو وأصر على ما كان يخطط له، كان هذا يعني مواجهة تتطور إلى حرب بين المقاومة و"إسرائيل" وقد تتطور إلى حرب بين كل لبنان و"إسرائيل" وربما حرب إقليمية"، مشيراً إلى أن الإسرائيلي كان مجبراً على القبول بالمفاوضات والأميركي كان مجبراً أيضاً، وهوكشتاين قال إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل إلى تفاهمات.

وتابع :"عندما وجدوا أن الموقف اللبناني الرسمي والمقاومة حاضرة والمعطيات الميدانية عن تجهز المقاومة لحرب شاملة اضطروا للقبول بالمفاوضات، وفي النتائج نعتقد أن لبنان حصل على كل ما أراده باستثناء أمر واحد يتعلق بمربع صغير بقي عالقاً ومساحته 2.5 كيلومتر مربع، ونحن نقول إن هذه مساحة من مياهنا الإقليمية اللبنانية وهي محتلة من العدو الإسرائيلي ومن واجب لبنان العمل في أي وقت من أجل تحريرها".

 كذلك كشف نصرالله أنه بموجب هذا الاتفاق، "تم رفع المنع عن الشركات للعمل في البلوكات اللبنانية ولا يحق ولا يمكن أن يتعرض لها العدو"، موضحاً أنه "من المهم التذكير بأن لبنان لم يقدم أي التزامات أمنية أو غيرها". وشدد على أن ما حصل ليس تطبيعاً، ولبنان وقّع على ورقة مع الأميركي والعدو وقّع على ورقة مع الأميركي، وقد أودعت كل ورقة لدى الأمم المتحدة.

واعتبر أن الإنجاز تحقق بصلابة الرؤساء وتضامنهم وإرسال المقاومة المسيرات والدعم الشعبي للموقف الرسمي ولموقف المقاومة، والأمر كان واضحاً بالتأييد العلني أو بعدم الاعتراض على ذلك، وصمود البيئة الحاضنة للمقاومة التي كانت ستتلقى الضربات.

وذكر نصرالله أن لبنان كاد أن يصل إلى فم الحرب قبل التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ولكن الإسرائيلي تراجع عن الضخ التجريبي من حقل كاريش، وختم قائلاً:" أقول للعدو أن المقاومة تتصرف بحكمة وحزم وعندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى تجاوز قواعد الاشتباك فهي لن تتردد بذلك".