أي توازنات "نيابيّة" سترسيها الطعون؟

  • ميسا قصاب جبوليbronzeبواسطة: ميسا قصاب جبولي تاريخ النشر: الجمعة، 25 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
أي توازنات "نيابيّة" سترسيها الطعون؟

في إطار دراسته للطعون المقدّمة ببعض نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، أصدر المجلس الدستوري أمس قراره بإبطال نيابة كل من رامي فنج وفراس السلوم، وبالتالي إعلان فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي.

هذه النتائج، أثارت ردود فعل كثيرة، بعضها كان مُؤيداً وفرحاً لفوز كرامي باعتباره وجه طرابلس الحقيقي. بالمقابل، عبّر كثيرون عن حزنهم لخسارة فنج وسلوم النيابة، مع التسليم بنزاهة المجلس الدستوري وقراراته.

وفي هذا السياق أيضاً، انتقد النائب أشرف ريفي قرار المجلس الدستوري، معتبراً أن المنظومة تتحكّم بقراراته، ورأى ريفي أن "هذا القرار يسعى لنسف نتائج الانتخابات، ويخلق خللاً في التوازن داخل المجلس النيابي وقضم تمثيل قوى التغيير والمعارضة".

يُذكر أن رامي فنج معروفٌ بانتمائه للثورة والتغييريين، أما فراس السلوم، عُرف بتأييده لسوريا ورئيسها بشار الأسد، حيث حُمل على الأكتاف يوم انتخابه، ورقص على أغنية تمجّد الأسد، فيما سُجّلت له مواقف ينتقد فيها حزب الله. من جهة أخرى، ينتمي فيصل كرامي إلى فريق 8 آذار، بينما تُعتبر مواقف ناصر حيدر رمادية.

وهنا لا بد من التساؤل: هل فوز فيصل كرامي سيكون ضربة جديدة للثورة والتغييريين من جهة، وفريق 14 آذار من جهة أخرى؟ وهل هذه الطعون ستؤثر على التوازنات داخل المجلس النيابي كانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة المقبلة؟ وماذا عن الطعون في عكار  والمتن؟ 

"قرار المجلس الدستوري لن يقدّم أو يؤخّر في التوازنات داخل المجلس النيابي"، هذا ما أكّده الصحافي والمحلّل السياسي جورج شاهين، في حديث للبلد أونلاين، مشدداً على أنه يجب انتظار البتّ بطعون عكار والمتن التي ستحسم الأمور، وقد تُغيّر بالنتائج.

واعتبر شاهين أن "كرامي قد لا يشقّ طريقه بمفرده بل سيلتحق بأحد، لكن حيدر ناصر وبحسب ما تم تداوله غير مؤيّد لخط الممانعة، ويبدو أنه مستقلّ، لكنّه لن يكون مع التغييريين، بالرغم من أنه ترشّح على لائحة رامي فنج ووصف حينها "بالوديعة الخديعة للنظام السوري".

أما عن طعون المتن، قال شاهين: "إذا قبل الدستوري طعن المرشح جاد غصن في المتن، وحلّ مكان آغوب باقرادونيان لن يؤثّر في النتيجة، لأن غصن لا يّعتبر 14 آذار، بل يميل إلى التغييريين أكثر، ولكن إذا فاز غصن مكان رازي الحج من كتلة القوات اللبنانية، عندها سيُحسب الفوز للأرمني على حساب كتلة القوات". 

وبشأن عكار، لفت شاهين إلى أن خسارة أحمد رستم  الذي يعتبر مع التغييريين تعني فوز حيدر زهر الدين عيسى المدعوم من التيار الوطني الحر، وبذلك يكون فوز كرامي وزهر الدين عيسى في جعبة 8 آذار.

وختم شاهين مؤكداً أن هذه الطعون لن تشكل أي خوف على توازنات المجلس، فإذا فاز 2 أصبح 59 نائباً بدل من 57، وبذلك، لن يحصل بعد على 65 نائباً أي لم يحصلوا بعد على النصف زائد واحد.

وفي وقت سابق، أكد رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب أن طعون المتن وعكار تحتاج إلى مزيد من الوقت للبت فيها. وتبقى الأمور رهن الأيام المقبلة لمعرفة ما قد تحمله نتائج المجلس الدستوري، ويُبنى على الشيء مقتضاه.