عويدات يدعي على البيطار ويطلق جميع الموقوفين

شهد ملف انفجار مرفأ بيروت تطورات دراماتيكية اليوم، حيث قرر مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات إطلاق سراح جميع الموقوفين في هذه القضية بدون استثناء ومنعهم من السفر، وادعى على قاضي التحقيق في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار ومنعه من السفر أيضاً، وسيستدعيه صباح غد  للمثول أمامه.

وأطلق عويدات 17 موقوفاً، بمن فيهم الموقوفون الـ5 الذين قرّر البيطار تخليتهم، وجعلهم بتصرف المجلس العدليّ في حال انعقاده.

من جهته، أشار البيطار في تصريحٍ صحفي، إلى أن أي تجاوب من قبل القوى الأمنية مع قرار النائب العام التمييزي بإخلاء سبيل الموقوفين، سيكون بمثابة انقلاب على القانون، وأن المحقق العدلي وحده من يملك حق إصدار قرارات إخلاء السبيل، وبالتالي لا قيمة قانونية لقرار المدعي العام. وأكد أنه مستمر في واجباته بالتحقيق في ملف انفجار المرفأ إلى حين صدور القرار الاتهامي، مشيراً إلى أن عويدات متنح عن الملف، كما أنه مدعى عليه ولا يمكنه اتخاذ أي قرار في هذا الملف لتعارض المصالح، لافتاً إلى أن القرارات التي اتخذها عويدات بشأن إطلاق الموقوفين غير قانونية ويجب عدم تنفيذها.

وقد تم إخلاء سبيل جميع الموقوفين، ولا سيما المدير العام للجمارك بدري ضاهر، الذي قامت عائلته باستقباله في جو من الفرح.

 

وتعليقاً على قرار عويدات، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك عبر "تويتر"، أن إخراج الموقوفين ليس إحراجاً للقاضي البيطار بل "إخراجٌ للدولة من منظومة العدالة إلى استبداد الفوضى وتَسلُّط الأقوى"، وأضاف: "لا تضعوا القوى الأمنية بين شاقوفَين ، اللهم إحمِ لبنان". واعتبر أن الزلزال الأكبر بعد انفجار 4 آب يحصل اليوم بتفجير العدالة نفسها بالدولة والوطن وبضحايا مجزرة المرفأ الأحياء منهم والأموات.

من جهته، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إ​براهيم الموسوي​ عبر "تويتر"، أن "القرارات التي اتخذها القاضي عويدات​ بالإفراج عن جميع من تم اعتقالهم بشأن ​انفجار مرفأ بيروت​، "خطوة في الطريق الصحيح لاستعادة الثقة بالقضاة والقضاء بعدما هدمها بعض أبناء البيت القضائي".

وقد أثار قرار القاضي عويدات غضباً في صفوف بعض أهالي شهداء المرفأ. واعتبر شقيق الشهيد جو نون، ويليام نون أن ما يحصل في القضاء "مسخرة ولا زلنا كأهالٍ مصدومين مما يجري". وأشار إلى أن الأهالي سيقومون بدراسة خطواتهم مع محاميهم بعد الوقوف على حقيقة ما يحصل، وأكد أنه "إذا نُفذ قرار اخلاءات السبيل لموقوفي المرفأ سنتحرك طبعاً في الشارع، ويبدو أن هناك ما هو أكبر مما يحصل وأكثر من نكايات بين القضاة"، مضيفاً: "سنرى إن كان قرار القاضي عويدات سيُنفّذ أم لا"، مستطرداً: "ما وصلنا إليه هو بسبب القضاة الذين ينفذون أجندات ولا يحترمون القانون".

وفي وقت لاحق، وصل أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، إلى محيط منزل عويدات.