استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 أغسطس 2022
استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني

يلتقي المفاوضون المكلفون الملف النووي الإيراني في فيينا اليوم بعد توقف استمر أشهراً في محاولة لإحياء الاتفاق النووي ووقف الإجراءات الإيرانية المتخذة في هذا المجال.

فللمرة الأولى منذ آذار/مارس الماضي تلتقي الأطراف التي لا تزال منضوية في هذا الاتفاق وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة من أجل إحياء اتفاق 2015 الذي من شأنه الحؤول دون امتلاك طهران السلاح الذري.

ورأت المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إيللي جيرانمايه أن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت في نيسان/أبريل 2021، قد تسمح بتصحيح المسار وإعطاء دفع ضروري للوصول إلى خط النهاية.

كني: الكرة بملعب واشنطن

وفي طريقه إلى العاصمة النمساوية، كتب كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقر كني في تغريدة على "تويتر"، أنه يتوجه إلى فيينا للتقدم في المفاوضات (...) مضيفاً أن الكرة في ملعب الولايات المتحدة لتبدي نضجاً وتتصرف بمسؤولية.

وتجري المفاوضات في قصر كوبورغ تحت إشراف منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا المكلف التنسيق مع الوفد الأميركي الذي لا يشارك مباشرة في المفاوضات.

وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

ورغم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في آذار/مارس الماضي مع وجود نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.

وأجرى الجانبان في أواخر حزيران/يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت من دون تحقيق اختراق.

طهران متفائلة بالتوصل لتفاهم

واقترح بوريل في 26 تموز/يوليو مسودة على طهران وواشنطن في محاولة لإبرام تسوية تتيح إعادة تفعيل التفاهم الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، ودعا الأطراف إلى قبولها لتجنب أزمة خطرة.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إلى أن إيران درست مقترح بوريل وعرضت وجهة نظرها، لافتاً إلى أن طهران تبقي على تفاؤلها بشأن إمكان التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق. وشدد على أنه في الجولة المقبلة من المباحثات التي ستجرى كما في السابق بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، سيتم نقاش الأفكار التي تم تقديمها من الأطراف، بما فيها تلك التي تم تقديمها هذا الأسبوع من قبل إيران للطرف الآخر.

ورحب دبلوماسي أوروبي، مقره في فيينا، بلقاء "يظهر إرادة الجميع للمضي قدماً".

العوائق أمام المفاوضات

ومن بين العوائق الماثلة أمام المفاوضات، رفع العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني.

وجدد المتحدث باسم البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية جون كيربي، الثلاثاء،  رفض الرئيس الأميركي جو بايدن سحب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في إطار هذه المفاوضات.

وتطالب طهران  بضمانات في حال عاد بايدن عن تعهداته، فضلاً عن إغلاق تحقيق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وأتاح الاتفاق المبرم في العام 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن واشنطن انسحبت أحادياً منه في العام 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها بموجبه.

ارتفاع كبير بنسبة التخصيب

وقد تخطّت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق بواقع 3,67 %، رافعة إيّاها إلى 20 % في مطلع 2021، قبل أن تتجاوز للمرّة الأولى عتبة 60 % مقتربة من 90 %، وهي النسبة اللازمة لتصنيع قنبلة.

وفي إطار هذا التصعيد، بدأت طهران هذا الأسبوع إمداد مئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة بالغاز، وهو إجراء جاء بمثابة رد على العقوبات الجديدة لمنع إيران من بيع نفطها.

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الثلاثاء، عن قلقه قائلاً إن البرنامج يتقدم بسرعة كبيرة جداً وهو يزداد من حيث الطموح والقدرة، مضيفاً أنه  في المجال النووي، لا تكفي الكلمات المنمقة، داعياً إيران إلى التحلي بالشفافية.