الاتفاق السعودي-الإيراني: "زلزال سياسي"..هل ينقذ لبنان؟

  • ملاك الخليليbronzeبواسطة: ملاك الخليلي تاريخ النشر: الأربعاء، 15 مارس 2023 آخر تحديث: الخميس، 16 مارس 2023
الاتفاق السعودي-الإيراني: "زلزال سياسي"..هل ينقذ لبنان؟

في زمن الزلازل الطبيعية التي ضربت المنطقة، جاء الاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران برعاية الصين ليُشكّل ما يُشبه "الزلزال السياسي".

مما لا شك فيه، أن هذا الاتفاق على جانب كبير من الأهمية ومن شأن تنفيذه والمضي فيه قدماً أن يقلب معادلات كثيرة في المنطقة، ويُفترض أن نرى انعكاساته الإيجابية على المناطق الساخنة في الإقليم.

طبعاً للبنان حصته من تداعيات الاتفاق، إذ يرى المحلل السياسي فيصل عبد الساتر، في اتصال مع "البلد أونلاين" أن التفاهم بين دولتين كبيرتين كالسعودية وإيران هو لصالح دول المنطقة وشعوبها ويعكس استقراراً في المنطقة عموماً. وبرأيه "هذا الاتفاق سوف يخفف المشكلات القائمة بين السنة والشيعة في العالم العربي والإسلامي" ، معتبراً أنه سينعكس "استقراراً في سوق النفط والطاقة عموماً، كما سيكون له علاقة بتجفيف الصراعات في أكثر من ساحة ودولة، إذا ما سار تنفيذ الاتفاق بحسب البنود المتفق عليها".

بالمقابل، رأى رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد، في اتصال مع "البلد أونلاين"، أنه من المبكر تقييم الاتفاق السعودي - الإيراني، ولكن "من الممكن أن نتحدث عن توصيفه". وبرأيه أن هذا "الاتفاق هو من أكبر المنعطفات الموجودة في المنطقة".

انعكاسات الاتفاق على لبنان

واعتبر سعيد أنه لا يمكن إلا أن يكون للاتفاق السعودي-الإيراني، انعكاسات مرتبطة بالملف الرئاسي أو بملف سلاح حزب الله، لكنه فضّل أن تكون الانعكاسات لهذا الاتفاق حتمية مرتبطة بهذا السلاح.

بينما تحدث عبد الساتر بمنطق آخر، معتبراً أن "المشكلة السعودية في لبنان ليست متعلقة بإيران ولا بأي دولة أخرى بقدر ما لها علاقة بالواقع اللبناني"، فبنظره "دخلت السعودية طرفاً في المشكلة اللبنانية منذ حرب ٢٠٠٦ أو ما بعد اغتيال الرئيس الحريري، وأخذت القضية تتصاعد وصولاً إلى وضع حزب الله على قائمة العقوبات، والحملات التي لها علاقة بخطاب السيد حسن نصرالله عن اليمن أكثر من مرة والاعتراض السعودي عليه". وتساءل عبد الساتر عما "إذا كان الاتفاق سيغير من طبيعة المشكلات مع حزب الله في لبنان" ، مستشهداً بقول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن المشكلة في لبنان يجب أن تحل بالتلاقي بين اللبنانين وليس بالتلاقي بين السعودي والإيراني.

من الرابح ومن الخاسر؟

وأعرب سعيد عن اعتقاده بأن "فريق الممانعة  يتكلم أو يوجه كلامه من خلال جمهوره القلِق من أن يحصل الاتفاق على حساب المكتسبات التي حققها هذا الجمهور"، معتبراً أنه "من خلال هذا الكلام، هم يطمئنون جمهورهم ولا يطمئنون أحداً آخر".

أما عبد الساتر فاستشهد بالمثل القائل: "إذا ما أمطرت في موسكو نحمل الشماسي في لبنان"، مضيفاً: "هلق في هذه القضية ما شاء الله ما طلع في حدا خسران الكل ربحان والكل خسران، فلنقرش المواقف بحسب المشكلة اللبنانية وليس بحسب الأمنيات والأهواء، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن تجعل الدولار يعود إلى ٥٠ ألف ليرة و ٤٠ ألفاً.. الدولار اليوم بـ 100 ألف، ونحن نتحدث من المنتصر في هذا الاتفاق ؟! ".

فبرأيه، أن "المنتصر هو السعودية وإيران. المنتصر هو كل شعوب المنطقة إذا أردنا أن نعمم الفائدة، لكن هذا لا يعني التخلص من المشكلات في كل بلد فقط لأن الاتفاق قد وقع".

الاتفاق برعاية صينية..

وذكّر عبد الساتر بأن السعودية وإيران سبق لهما أن أجرتا جولات طويلة من المفاوضات منذ سنتين من الآن في دولتين عربيتين، لكن لم تتوج هذه المفاوضات باتفاق كهذا، حيث كان للصيني دور مهم ليقول للدولتين إنه يجب التوصل إلى اتفاق، وكان هذا الذي حدث فعلاً وبرعاية الرئيس الصيني.

وأشار إلى أن هذه الرعاية لم تكن عبر أي شخص في الصين بل عبر الرئيس شخصياً، وجاء  الأمر بعد جولة من المباحثات، وربما كان قد أجراها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عندما زار الصين في الآونة الأخيرة، ولحق ذلك كلام ما بين السعودي والإيراني والصيني، ثم تّوّج بهذا الاتفاق.

وباختصار، أكد سعيد أن هناك مصلحة للصين في أن تدخل العالم العربي، وهناك مصلحة سعودية في أن تكون الصين ضامنة للوعود المطروحة والمقدمة. فبرأيه لا يُمكن " أن تضمن الولايات المتحدة وعود إيران، لكن من يضمن وعود الأخيرة هي الصين فقط ".