الهاتف الذكي يُهدد حياتك

خطر جديد يواجه المجتمع وحياة الفرد الشخصية، والسبب مجدداً هو الاستخدام المفرط للتكنولوجيا. فبعد ظهور أول هاتف محمول في العام 1992، قطعنا شوطاً طويلاً  لنمتلك اليوم هذا الهاتف بنسخته المتطورة المعروفة حالياً بالهاتف الذكي.
تختلف استعمالات الهواتف الذكية وتتشعب، ويبقى الاتصال والتواصل سيدَي الموقف، لكن الشركات باتت تصدر سنوياً وأحياناً شهرياً نسخات جديدة ومتنوعة من ماركات هواتف بارزة، فهل تُطلق الشركات المصنعة إصدارات جديدة فعلياً بهدف التطور ومواكبة التكنولوجيا، أم لتحقيق الأرباح المادية وتنشيط خططها التجارية؟
في حديثٍ للبلد أونلاين، يوضح رئيس الجمعية اللبنانية للمعلوماتيين ربيع بعلبكي، أن "التطور الفعلي الذي تقوم به الشركات المُصنعة للهواتف، هو تطوير خاصية الكاميرا والهدف منها أبعد مما يتخيّله المُستخدم"، مشيراً إلى أن "هدف هذه الشركات هو تجميع أكبر نسبة من البيانات الشخصية، فكلما سعى المستخدم إلى شراء هاتف أحدث ذي ميزاتٍ إضافية، كلما كانت إفادة الشركة المصنعة أكبر من حيث الحصول على المعلومات".
وفي ما يخص الشركات المنافسة، قال إنه "من الطبيعي أن تُصدر الشركات أحدث إصداراتها في الوقت نفسه أو في وقتٍ مُتقارب، وإلا خرجت من ساحة المنافسة".  

ويتفق مع بعلبكي العديد من الاختصاصيين، من حيث أن تطوير الهاتف هدفه الأساسي تحديث خاصية الكاميرا، بما يلبي حاجة المُستخدم. وفي وقتنا الحالي، باتت الكاميرا (أي الصورة) أحياناً أهم وأقوى من ألف كلمة. واكتسب الهاتف أهمية تصويرية وجمالية أكثر من كونه مهمة اتصال وتواصل، كما أصبحت هواتف الـ ٣ كاميرات والفلاتر وبرامج تعديل الصور، بحد ذاتها تعتبر معدات للتصوير والإنتاج.
ومن أبرز الأمثلة محبوب الملايين "آيفون 14" الذي يسحرك من خلال تلك الإعلانات الترويجية. فإذا ما قمتَ بجولةٍ على المضمون ترى بعض الإضافات التي لا تُغير شيئاً سوى أنها شكل أكثر من مضمون.

 وكان لهذا الإصدار بعض الخروقات أو ربما العيوب التقنية، فلقد كشفت شركة "آبل" الأميركية عن مشكلة جديدة تتسبب في حالة تجميد طرازي "iPhone 14 Pro" و"iPhone 14 Pro‌ Max" بعدما يقوم العملاء بنقل بياناتهم من جهاز "آيفون" قديم، مشيرة إلى أنها تحقق في هذا الخطأ. وهذا التحقيق بلا شك يُعتبر متأخراً، خصوصاً أنّ الهاتف أصبح بين أيدي المستخدمين.

واعتبر بعلبكي أنّ هاتف "آيفون 14" كغيره من الأجهزة ، معرباً عن اعتقاده بأن الموضوع مرتبط بمشكلة إنتاج القطع، وبالتالي فإنه لم يتغير شيء في هذا الهاتف سوى ميزة الاتصال بالأقمار الصناعية. وقال:"في النهاية، الشركات ملتزمة بإنزال أجهزة بإصدارات جديدة كل فترة، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في الصين حيث الإنتاج الأساسي". وأشار إلى أن "الإنتاج يتحول تدريجياً بين النصف الأول في الصين والنصف الآخر في أميركا، ويمكن أن نصل إلى إنتاج كلي في الولايات المتحدة ما سيزيد من سعر الأجهزة".

واعتبر بعلبكي أن "التكنولوجيا سيف ذو حدين، فمن الجيد إضافة ميزة التواصل عبر الأقمار الصناعية خصوصاً في حالات السرقة وعند الوجود بأماكن فيها صعوبة تواصل مثل الغابات، ولكنها خطيرة وتبرهن نظرية واحدة وهي تجميع المعلومات ما يُعرف باسم "Validated Data". بمعنى آخر يستطيع هذا الجهاز الذي يُرافقك في يومك، أن يعطي إشارة أين تذهب ومع من تتردد وإلى أين، وذلك ببساطة من خلال تحديد موقعك الجغرافي، فهل أصبحت هواتفنا الذكية مصدر خوف أكثر منها مصدر أمان؟