الاحتجاجات تشعل إسرائيل .. ونتنياهو نحو التراجع

صعّد الإسرائيليون احتجاجاتهم الشعبية ضد الحكومة ومشروع الإصلاح القضائي، عقب إقالة بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت، وسط أنباء عن اتجاه رئيس الحكومة نحو تعليق التعديلات القضائية.

واتسعت موجة الإعتراض لتصل صباح اليوم إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الذي طالب الائتلاف الحكومي بوقف تشريعات الإصلاح القضائي ، ودعا الحكومة والمعارضة وجميع قادة الأحزاب، إلى وضع مواطني الأمة قبل كل شيء، والتصرف بمسؤولية وشجاعة بدون مزيد من التأخير. 

كلام هرتسوغ جاء عقب ليلة عنيفة شهدتها شوارع إسرائيل في تل أبيب والقدس وبئر السبع وغيرها من المدن، بفعل الإحتجاجات غير المسبوقة التي تخلّلها عنف وشغب، واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

فقد قام المتظاهرون برشق عناصر الشرطة بالحجارة في مشهد لم تألفه إسرائيل، وأفيد عن إصابة 3 ضباط من شرطة الخيالة التي تمكنت بعد 5 ساعات من فض الاحتجاجات في تل أبيب. 

وأعلن  متحدث باسم مطار بن غوريون، أن عمليات الإقلاع من المطار الرئيسي في إسرائيل علقت اليوم وسط الاحتجاجات التي تعم البلاد. وهدد اتحاد العمال الرئيسي بتنظيم إضراب عام إذا لم يعلق رئيس الوزراء خطته.

وبينما شاركت أحزاب وشخصيات بارزة في الاحتجاجات، تصدّر مقطع فيديو لقائد شرطة تل أبيب عامي أشاد مشاركاً في الإحتجاجات، المشهد، وهو  كان أثار جدلاً بعدما أقاله وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بزعم أنه يتساهل مع المحتجّين، قبل أن تعلّق المستشارة القضائية للحكومة قراره.

من جهة أخرى، حذّر قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق إيتان بن إلياهو من أنّ نتنياهو أعلن حرباً أهلية، بينما أعلن قنصل إسرائيل العام في مدينة نيويورك الأميركية إستقالته، قائلاً أنه لا يمكنه أن يخدم حكومة نتنياهو التي تواجه إتهامات بتقويض الديمقراطية.

كما أعرب البيت الأبيض عن شعوره بقلق عميق إزاء التطوّرات التي حدثت في إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الأحداث تؤكدّ بشكل أكبر الحاجة الملحّة للتوصّل إلى حلّ وسط. 

وبينما يتحضّر المحتجون لتظاهرة حاشدة عند الساعة 2:00 بعد ظهر اليوم أمام مبنى الكنيست، أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب خوفاً من فقدان السيطرة على المتظاهرين.

بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستسمح بالحق الديمقراطي في الإحتجاج، لكنّها شددت على أنها لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة، في حين أظهرت مقاطع مصورة أن عناصر الشرطة استخدمت خراطيم المياه لإبعاد متظاهرين اخترقوا الحواجز قرب منزل نتنياهو في القدس.

وكان نتنياهو أقال وزير دفاعه يوآف غالانت بعدما دعاه الأخير إلى وقف فوري ومؤقت لقانون "الإصلاح القضائي" المثير للجدل، محذّراً من خطر أمني.

من جهة أخرى، نجت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم،  من اقتراحين لحجب الثقة قدمتهما المعارضة احتجاجاً على التعديلات القضائية التي تتبناها الحكومة.

وأعلن رئيس الكنيست أن المقترح الأول رُفض بأغلبية 59 صوتاً مقابل موافقة 53 صوتاً، فيما سقط الثاني بأغلبية 60 صوتاً مقابل تأييد 51 صوتاً .

ويحتجّ الإسرائيليون منذ أسابيع على هذا القانون الذي يعتبرون أنه يقوض سلطة القضاء في البلاد.