كارثة الزلزال.. المساعدات تتوالى وأعداد الضحايا إلى ارتفاع

لليوم الخامس على التوالي، تواصل فرق الإغاثة والإنقاذ جهودها في كل من تركيا وسوريا، للبحث عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض، إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين فجر الاثنين الماضي.

ومع مرور 5 أيام على الدمار تقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، فرص العثور على ناجين بينما تتصاعد أرقام الضحايا، وسط جهود مكثَّفة للإغاثة والإنقاذ. وفي هذا السياق، أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية "أفاد" عن ارتفاع حصيلة الوفيات جراء كارثة الزلازل جنوبي تركيا إلى 18 ألفاً و991 والإصابات إلى 74 ألفاً و242 شخصاً. وأشارت الإدارة في بيان أصدرته صباح اليوم، الجمعة، إلى وقوع 1509 هزات ارتدادية عقب الزلزالين، مؤكدةً إجلاء 75 ألفاً و780 شخصاً من المتضررين من الولايات العشر المنكوبة.

وكانت "أفاد" قد صرّحت في وقت سابق، أنها وبالتعاون مع وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية والهلال الأحمر قد أرسلوا 137 ألفاً و973 خيمة، إضافة إلى مليون و507 آلاف و494 بطانية إلى مناطق الزلزال، مؤكدةً نصب 97 ألفاً و973 خيمة عائلية حتى الآن.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول تركي إن تركيا تناقش إعادة فتح معبر حدودي يؤدي إلى مناطق خاضعة لسيطرة حكومة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ممّا يتيح إرسال مساعدات الإغاثة من الزلزال مباشرةً إلى هذه المناطق بعد عقد من العداء، وأنها تدرس أيضاً فتح معبر آخر إلى منطقة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، يأتي هذا بعد سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسيّة بين تركيا وسوريا.

وقد أعلنت شركة "بيغاسوس" للطيران عن إجلاء 30 ألفاً و771 شخصاً من المناطق التي ضربتها الزلازل، جنوبي تركيا، في الفترة بين 6 و9  شباط، مشيرةً في بيان، إلى أن عمليات الإجلاء جرت عبر 169 رحلة. من جانبها، أكدت شركة الخطوط الجوية التركية عزمها إجلاء 26 ألفاً و699 شخصاً من منطقة الزلزال عبر تسيير 150 رحلة اليوم.

أما في سوريا، فالأمور تزداد تعقيداً بعد ما أعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه في شمال غرب سوريا، مطالباً  بتعزيز قدرته على الوصول إلى المنطقة، إثر ذلك وصلت قافلة مساعدات أممية من 14 شاحنة إلى معبر باب الهواء في سوريا.

وفي الحصيلة الأخيرة للضحايا والمصابين جرّاء الزلزال، ارتفع عدد الضحايا في شمال غرب سورية إلى حوالي 4000 قتيل وأكثر من 5000 مصاب، إلا أن عمليات البحث لا تزال مستمرة وسط ظروف صعبة جداً بالعمل تحت أنقاض المباني المدمرة، بعد مرور أكثر من 100 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.

وبذلك يكون العدد الإجمالي المؤقت للضحايا في البلدين حوالي 21,674 قتيلاً، وإجمالي الحصيلة غير النهائية للمصابين  78 ألفاً.

أما عن المساعدات المادّيّة للبلدين، فقد أعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس أنها ستقدّم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمّر، كما أعلنت عن تعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق مؤقتاً.

إضافة إلى ذلك، أعلن البنك الدولي بالأمس عن تقديم مساعدات بقيمة 1,78 مليار دولار إلى تركيا دعماً لجهود الإنقاذ والتعافي إثر الزلزال، كما أعلن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي، وقيام نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في سوريا بقيمة 50 مليون درهم، من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".

وفي قطر، أعلنت منظمة قطر الخيرية أنها ستوزع 27 ألف وجبة ساخنة في غازي عنتاب، حيث يقع أحد مكاتبها، وسوف تزود أماكن الإيواء في تركيا وسوريا بمواد الإغاثة، وخصصت المنظمة ستة ملايين دولار للمراحل الأولى من مساعداتها.

والصين أيضاً، أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 30 مليون يوان (4.4 مليون دولار) في الساعات الأولى بعد الزلزال، إضافة إلى مليوني دولار من المساعدات الطارئة لتوفير السيولة النقدية المطلوبة لإمدادات الإغاثة العاجلة، وكانت قد التزمت الصين أيضاً بتقديم أول دفعة من المساعدات الطارئة لتركيا بقيمة 40 مليون يوان.

كذلك، قدمت العديد من الدول الأخرى المساعدات المادّيّة واللوجستيّة والبشرية لمساعدة البلدين.