خلاف التيار وأمل.. "مش حرزان"

  • ميسا قصاب جبوليbronzeبواسطة: ميسا قصاب جبولي تاريخ النشر: الجمعة، 30 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 04 يناير 2023
خلاف التيار وأمل.. "مش حرزان"

جولة جديدة من المعارك السياسية، ردود، بيانات، تغريدات، يتقاذف فيها المعنيون في لبنان المسؤوليات، لتصبح السياسة أشبه بحفلة "زجل"، تقودها جوقة من السياسيين، وآخر فقراتها السجال الذي حصل بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل يوم أمس.

بدأ هذا السجال بعد مقابلة لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون على قناة الـ "otv"، حيث حمّل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية ما وصلت إليه البلاد. ليعود في اليوم التالي ويرد عليه بري قائلاً: "شوفتنا نجوم الضهر". لكن الملفت هذه المرّة، أن هذا السجال انتهى بعد تغريدة من النائب جورج عطالله وردّ مقابل من النائب قبلان قبلان، عكس ما كان يحدث سابقاً من تصعيد في المواقف.

البلد نحو المزيد من الانهيار، ولبنان يبدأ عامه الجديد بفراغ رئاسي. وفي وقت يحاول فيه رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل الانفتاح على مختلف الفرقاء السياسيين، تجدّد خلاف الأمس. 

ورغم أن "التيار" و"أمل" في خلاف دائم، يبدو أن "الجرّة لم تُكسر"، منذ التحالف في الانتخابات النيابية الأخيرة، إلى اعتبار خلاف الأمس مجرد "سوء تفاهم"، بحسب ما قاله عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون الذي أكد في حديث خاص مع موقع "البلد أونلاين" أن الرئيس بري يبحث عن حلّ لأزمات لبنان، خاصة ما واجهه في السنوات الستة الماضية. وأشار إلى أن كل تكتّل ينظر إلى الخلف يعرقل بذلك الحلول، مشدداً على أن أي مقاربة سياسية تستدعي من كل مسؤول في الدولة اللبنانية أن يلتفت إلى تدوير الزوايا وإلى حلّ المسائل، وليس إلى تعقيدها أكثر ممّا كانت عليه.

وبحسب بيضون، فإن الاستحقاق الرئاسي وعقد الجلسات الوزارية قد زادت الأمور تعقيداً مع "التيار". ودعا عبر "البلد أونلاين" إلى الحوار، وترك كل المشاكل السابقة، مشيراً إلى محاولة البعض تجديد المشاكل. وأضاف: "نحن لسنا بوارد أن نلقي الاتهام على أحد، فنحن في زمن يجب أن نتضافر ونجلس إلى طاولة حوار، لأن المشاكل تعنينا جميعاً".

وعن الخلافات المتكرّرة بين "التيار" و"أمل"، أشار بيضون إلى أن المسألة ليست مسألة خلاف بين طرفين فقط، إلّا أن كل الجهات السياسية تمتلك رؤية مختلفة عن الآخرين. وأكد النائب بيضون أنه لم يكن هناك قرار داخلي ولا وسيط لحلّ خلاف الأمس، لكن كان هناك محاولة لإلقاء الفشل على جهة معينة، ومن حق هذه الجهة تصويب الرؤية.

من جهته، أكد عضو كتلة لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل أن "الموضوع مش حرزان وأخد حقه بما فيه الكفاية، وليس هناك مصلحة للبلد في استمرار هذا الخلاف". 

إلى ذلك، حاول موقع "البلد أونلاين" التواصل مع معظم نواب كتلة لبنان القوي لمعرفة آرائهم بما حصل، إلا أنه لم يلق رداً واضحاً، منهم من فضّل عدم الرد، ومنهم من اكتفى بعبارة "إجازة إعلامية".

هذا التكتّم على خلاف الأمس يخلق علامات استفهام، خاصة أن هذا الجدال لم يكن كسابقاته، فحتى مقدمات نشرات الأخبار لم تُهاجم خصمها. على أمل أن يكون ذلك بادرة خير لمصلحة البلاد، رغم أن الأجواء العامة لا توحي بأن الأمور طبيعية و"القلوب ليست مليانة من بعضا".