عدوى "كريدي سويس" تتمدّد أوروبياً

يتعرض سهم بنك UBS الذي استحوذ على بنك كريدي سويس المأزوم، لضربة قوية اليوم حيث يشير المحللون إلى مخاطر التنفيذ المرتبطة بالصفقة، ومع ذلك رفع مايكل كلين المحلل في شركة ZKB الاستثمارية من قدرة يو بي أس ليتفوق على أداء السوق، قائلاً إن الفوائد المحتملة من المرجح أن تفوق المخاطر.

وانخفض سهم "كريدي سويس"  بنسبة كبيرة وصلت إلى 63%، على الرغم من أن هذا يتماشى مع التوقعات بالنظر إلى سعر صفقة الاستحواذ، إلا أن سهم UBS تراجع أيضاً بنسبة 13%، لا بل أن العدوى انتقلت إلى أسهم مصارف أوروبية أخرى، بينما أكبر الانخفاضات هي السندات الصادرة عن Banco de Sabadell و Alpha Bank و Deutsche Bank.

ويبدو الأمر فوضوياً جداً مرة أخرى بالنسبة لأسهم البنوك الأوروبية، بحيث انخفض مؤشر Euro Stoxx Banks بنسبة 3% في التعاملات المبكرة، دويتشه بنك، ستاندرد تشارترد، بي إن بي باريبا من بين الأسماء الأكثر تضرراً اليوم.

وأشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن هنالك هبوطاً جماعياً في أسهم البنوك الأوروبية، حيث تراجع سهم دويتشه بنك -3.9%، وسوسيتيه جنرال -4.1%، وكريدي أغريكول -4.9%، وبي إن بي باريبا -3.3%، وتراجع BBVA بنسبة -5.4%، وكذلك كومرتس بنك -2.8%، وأيه بي أن آمرو -4.4%.

بدوره، رأى محافظ بنك فرنسا فرانسوا فيليروي دي غالو، أن القطاع المصرفي في البلاد قوي، بينما يقول متحدث باسم دويتشه بنك، إن تعرض المقرض لسندات AT1 لبنك كريدي سويس يقترب من الصفر، وبالتالي لم يتم تبديد المخاوف بشأن الخدمات المصرفية التي أثارتها مشاكل كريدي سويس حتى الآن . 

وعليه، فقد أعلنت السلطات السويسرية في حديث صحفي، أن أحد البنكين الضخمين في البلاد سوف يبتلع الآخر. ويروج UBS للصفقة كفرصة للنمو في عمله الأساسي المتمثل في إدارة الأموال، بينما يسعى للدعم من السلطات السويسرية لتيسير الصفقة. من جهتها أكدت بلومبيرغ، أنه لا تزال الأسواق متوترة للغاية وأن أسهم البنوك الأوروبية مهيأة للانخفاض أكثر اليوم حيث يستوعب المستثمرون الأخبار.

فقد سجل نفور واسع النطاق من المخاطرة بالأسهم المصرفية بين المستثمرين، ولكن من الواضح أن الخسائر التي تعرض لها حاملو أوراق AT1 من كريدي سويس تسببت في حدوث صدمة، إذ إن حوالي 16 مليار فرنك من سندات كريدي سويس تصبح عديمة القيمة لضمان مساعدة مستثمري القطاع الخاص في تحمل التكاليف.

إلى ذلك، أوضح البنك الوطني السعودي، بعد تراجع أسهمه، والذي يعتبر أكبر المساهمين في كريدي سويس، أن التغييرات في تقييم استثمار البنك الوطني في كريدي سويس ليس لها أي تأثير على خطط النمو والتوجيهات المستقبلية لعام 2023، وشرح قائلاً : "تجاوز إجمالي أصول البنك الوطني السعودي 945 مليار ريال سعودي، ما يبقيه بشكل مريح فوق كل الحدود الاحترازية ويستمر في التمتع برأس مال وسيولة سليمين".

ووافق UBS على شراء كريدي سويس في صفقة توسطت فيها الدولة، مقابل دفع 3 مليارات فرنك (3.25 مليارات دولار) في صفقة شاملة للأسهم، ويقدم البنك الوطني السويسري مساعدات سيولة بقيمة 100 مليار فرنك لبنك UBS، بينما تمنح الحكومة ضماناً بقيمة 9 مليارات فرنك للخسائر المحتملة من أصول كريدي سويس.

وفي محاولة لضمان الاستقرار المالي العالمي، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى البنوك المركزية في كندا والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا، عن إجراءات منسقة لتعزيز السيولة.