تأجيل عشاء السفارة السويسرية في لبنان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
تأجيل عشاء السفارة السويسرية في لبنان

أعلنت سفارة سويسرا في لبنان تأجيل العشاء الذي كانت ستقيمه غداً بحضور عدد من النواب، إلى موعد لاحق. وقالت في بيان بعد ظهر اليوم إن" سويسرا تعمل بنشاط في لبنان منذ سنوات عدة، بما في ذلك في مجال منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام". وأشارت إلى أنه خلال الشهر الماضيين، وبالتعاون  مع منظمة مركز الحوار الإنساني التي تتخذ من سويسرا مقرا لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس لمؤتمر حوار.

أضاف البيان:"ومن التقاليد السويسرية بذل مساع حميدة عندما يطلب منها ذلك. وتأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة  مشاورات سابقة مع جميع الأطياف السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني ". وتابع:"يهدف العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يقام هذا الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية إلى تعزيز تبادل الأفكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية". وأكدت السفارة أن الأسماء المتداولة في وسائل الإعلام لا تتضمن أسماء  المدعوين فعلياً.

مدعوون إلى العشاء

وكان قد دعي إلى العشاء  ممثلون عن عدد من الأحزاب، من بينهم النواب: علي فياض عن حزب الله، ملحم الرياشي عن القوات اللبنانية، آلان عون عن التيار الوطني الحر، وائل أبو فاعور عن الحزب التقدمي الاشتراكي، إبراهيم منيمنة عن النواب التغييريين، مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حمدان عن حركة أمل.

وترددت في وقت سابق معلومات عن أن العشاء يمهد لمؤتمر يعقد الشهر المقبل في جنيف لمناقشة عدد من النقاط الأساسية المتعلقة بالوضع في لبنان.

السفير وليد بخاري

وفي موقف لافت يحمل دلالات واضحة، غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عبر "تويتر" قائلاً: "وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيك لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ".

النائب وضاح صادق

وكان هذا الموضوع قد أثار تحفظات عديدة. وفي هذا الإطار أشار النائب وضاح صادق إلى أن الطائف هو المرجعية السياسية للدستور، وأنه "ضد أي مؤتمر دولي أو محلي في ظل سلاح الأمر الواقع، ولا أحد يمثله في أي لقاء في أي سفارة ويرفض البحث بهذا الموضوع من أساسه"، مضيفاً أنه أخذ علماً به عبر الإعلام، وهذا بحد ذاته غير مقبول.

ولفت في بيان إلى أن "بعض مواقف الأعضاء في التكتل عن اتفاق الطائف وتحميله مسؤوليات الانهيار المالي، وإصرار البعض منهم على رفض أي آلية للعمل أو للتصويت أو لتشكيل أمانة سر أو مكتب دعم، وقرارات اللحظة الأخيرة وغياب الاستراتيجية والتخطيط، تهدد صمود التكتل برمته إذا لم يتحمل المسؤولية الكبيرة بوعي ونضوج".

النائب ملحم الرياشي

من جانبه، أشار عضو تكتل ​الجمهورية القوية​ ​النائب​ ​ملحم الرياشي​، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن "العشاء المرتقب في ​السفارة السويسرية​ في ​بيروت​ أُسيء فهمه، وحُمِّل أكثر من حجمه، لذلك اعتذر عن عدم المشاركة بانتظار توضيحات تحدد الخلفيات إذا ما وجِدت خلفيات. شكراً لسفيرة سويسرا في ​لبنان​، شكراً Human dialogue".

بيان القوات اللبنانية

وفي وقت لاحق، أفادت الدائرة الإعلامية في حزب ​القوات اللبنانية​، "بأننا كنا قد أكّدنا مشاركتنا في العشاء من باب اللياقات الديبلوماسية وباعتباره مناسبة محض اجتماعية، ولكن بعدما أعطي هذا العشاء تفسيرات تتعلّق بحوارات داخل البلاد وخارجها، نوضح أنه لم يطرح معنا في سياق الدعوة أي شيء من قبيل طاولة حوار وطنية، بل تمّ التأكيد لنا أنّها مجرّد دعوة إلى عشاء اجتماعي". وأضافت في بيان أنه "بعدما تحوّل لقاء العشاء في الإعلام، عن صواب أم عن خطأ، إلى طاولة حوار يتمّ التحضير لها داخل البلاد أو خارجها في هذا الظرف بالذات، طلبت القوات اللبنانية من النائب ​ملحم الرياشي​ الاعتذار عن عدم المشاركة في هذا العشاء، ولسنا بصدد حوار وطني في الوقت الحاضر، إنما بصدد انتخابات رئاسية يجب أن تُجرى ضمن المهلة الدستورية، ولا يجوز تحت أي سبب وعنوان وعذر حرف النقاش والتركيز عن ​الانتخابات الرئاسية​ باتجاه عناوين أخرى، خصوصاً أنّ حرف الأنظار يخدم الفريق الذي يريد ​الفراغ الرئاسي​ بدليل أنّه لم يتبنَّ أي مرشح حتى الساعة والبلد على مسافة 15 يوماً لانتهاء الولاية الرئاسية". وشدد البيان على أن "البلاد بحاجة إلى انتخابات رئاسية تعيد الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور وتعيد تصحيح الانقلاب على ​اتفاق الطائف​ وليس إلى حوارات عقيمة لا تؤدي إلى أي نتيجة." وأشار إلى أنه "لم يتبيّن بالتجربة أنّ ​حزب الله​ بصدد مراجعة مواقفه ومناقشة جدوى سلاحه، خصوصاً أنّه لا يمكن أن تستقيم دولة في ظلّ سلاح خارجها، وبالتالي لا نرى أي فائدة من استعادة حوارات عقدت حلقات عدة منه ولم تؤدٍّ إلى أي نتيجة في ظلّ تمسك الحزب بوضعه الحالي المخالف للدستور والقوانين ومصادرة قرار الدولة الاستراتيجي، ومن هذا المنطلق بالذات قررنا عدم المشاركة في العشاء، مع التأكيد أنّه لطالما كنا مع الحوار، ولكن بناء على شرطين أساسيين:

-  الأول ألّا يأتي هذا الحوار من أجل القفز فوق استحقاق بغاية الأهمية كالاستحقاق الرئاسي، الذي يشكل البنيان الأساسي لإعادة بناء سلطة تنفيذية لا تتأثر سوى بالدستور، وتمارس بما يخدم الشعب اللبناني والمصلحة العليا للبنان فقط لا غير.

- الثاني ضرورة أن يسبق أي حوار ورقة عمل تلتزم بالدستور واتفاق الطائف والمرجعيات الدولية والعربية والثوابت اللبنانية ليجري الحوار على أساسها.

طلال أرسلان

وغرد رئيس الحزب" الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "دعوة السفارة السويسرية وُلدت ميتة، ولن تنجح هكذا مساع منقوصة الرؤية والأهداف". وأضاف:" نحن نعيش أزمة فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية والمالية كافة في البلد، ويجب البحث عن ولادة جديدة للبنان على قواعد واضحة ومتطورة تُحاكي تطلعات الشباب وطموحاتهم".

وئام وهاب

بدوره علق الوزير السابق وئام وهاب على الدعوة إلى العشاء، قائلاً إن ما تقوم به السفارة السويسرية هو دعوة عدد من الأحزاب لحوار فولكلوري، غالبية المشاركين فيه أحزاب فاسدة ساهمت في تدمير البلد، وهو فاشل سلفاً.