عون: تأليف الحكومة صعب ولن نقبل بالوصاية

أشار رئيس الجمهورية ميشال عون في حديثٍ تلفزيوني، إلى أن سنوات ولايته الست، مرّت بسرعة حيث أنها كانت مليئة بالعمل على إيجاد حلول للأحداث الكبيرة والمتسارعة التي حصلت، لافتاً إلى صدور الكثير من "الأخبار الكاذبة والشائعات" عن مصادر مطلعة ورفيعة وغيرها الكثير من الصفات، مشدّداً على أنه ليس من محبّي الردّ على الشائعات لأنّه وباعتقاده، "تتأذّى القيمة الكبيرة بمجرّد الرد على القيمة الصغيرة، وبالرغم من ذلك بعض الأمور الكبيرة أيضاً لم تكن تستوجب الرد".

وأكّد عون احترامه لكافة الآراء السياسية أيّاً تكن، وأن ما لا يقبله هو الكذب جهاراً في السياسة. وذكّر أنه في بداية ولايته، طالب بوضع مراسيم استخراج النفط والغاز بنداً أوّلاً في أول جلسة لمجلس الوزراء، وذلك إدراكاً منه، بأنّ لبنان لن يقوم اقتصادياً بدون مصادر تدرّ عليه المال، معتبراً أن استخراج النفط والغاز هو الأمل الوحيد للبنانيين للخروج من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يرزحون تحتها. وأضاف أنّه يتوجّب على كلّ إنسان أن يكون مدركاً لمسؤولياته، وأن يقوم بكل ما يجب القيام به بدون إضاعة للوقت، لافتاً إلى أنّ هذا ما حصل منذ بداية ولايته وحتى يومنا هذا، و"طالما هناك عمل، سنعمل على إنجازه".

كما استعرض عون عمله وإنجازاته، منذ بداية ولايته، ومنها إقرار مراسيم النفط، طرد الإرهابيين، فرض الاستقرار، إصلاح التمثيل الدبلوماسي في الدول، إقرار قانون جديد للانتخابات وتحسين الانتظام المالي بعد سنوات من الصرف بدون موازنة وغيرها . 

ورأى رئيس الجمهورية أن حركة 17 تشرين كانت موجّهة ضده وليس ضدّ الحكومة، وذلك نتيجة استمرارها بعد استقالة الحكومة، قائلاً: "كانوا يتّهموننا بأمور زوراً".

وفي الحديث عن علاقته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أشار إلى أنها "مليئة بالمصارحة ولا غشّ فيها"، والتضامن بينهم دائماً قائم في الظروف الصعبة بما فيه مصلحة الوطن،معتبراً أن البقاء على الثوابت السياسية مكلف، ولكن السياسة تتبع التغيرات في المجتمع، لأنّ الحياة في تطوّر دائم، وإن لم تكن كذلك سيقتلها الجمود. أمّا في شأن المفاوضات، فلفت عون إلى أن القوّة كانت عنصراً داعماً ومساعداً وأحياناً مشجعاً، وأضاف: "القوة هي أكثر من مفيدة عند العقلاء ومضرة عند المتهوّرين، والقوة الرادعة هي ضرورية وهي تحمي من الاعتداء، ويجب أن تحمي الحدود تماماً كما تحافظ على المجتمع في الداخل". 

وعن وصوله إلى سدّة الرئاسة قال: "أنا وصلت إلى رئاسة الجمهورية بسبب محبّة الناس"، مؤكداً أنها لم تكن إرثاً سياسياً أو بسبب أموال طائلة يملكها. وفي الشأن الحكومي، لفت عون إلى أن تأليف الحكومة صعب، معلناً استعداده للسير بها إذا سلكت الأمور مسارها الصحيح، وجدّد تأكيده رفض محاولات فرض الوزراء عليه، قائلاً: "رفضنا الوصاية في زمن الحرب ولن نقبل بها في يومنا هذا".

وفي الختام، توجّه لمؤيديه بالقول: "كنتم معي وأنا كنت معكم وسأبقى معكم"، داعياً معارضيه للتنبّه ممّن كذب عليهم ومن كان صريحاً معهم.