كتاب هاري يقضي على المصالحة مع العائلة المالكة

اتُهم الأمير هاري بالسعي إلى تدمير الأسرة الملكية البريطانية، بعد أن أدلى بتفاصيل مثيرة في مذكراته تقضي نهائياً على أي إمكان للمصالحة بين آل وندسور.
والتزمت الأوساط الملكية الصمت في شأن سيل الاتهامات المدهشة التي أوردها هاري، وما رواه من تفاصيل محرجة تسربت قبل نشر كتاب مذكّراته بعنوان "Spare" في 10 كانون الثاني، إذ طرحته مكتبات إسبانية للبيع لساعات عن طريق الخطأ، فتبيّن أن مضمونه يذهب إلى أبعد بكثير مما كان متوقعاً.
وتواجه وسائل الإعلام مشكلة في اختيار المقتطفات الأكثر إثارة، إذ إن كمّاً كبيراً منها موجود في هذا الكتاب الذي يضمّ أكثر من 500 صفحة. لكن أشدها إيذاءً هي تلك المتعلقة بأخيه ويليام، وريث العرش ووظيفة رئيس الدولة في 15 دولة في العالم، والذي يصفه هاري وفقاً للمقتطفات التي نشرتها وسائل الإعلام بأنه "العدو اللدود".

ورأى الخبير في شؤون العائلة المالكة ريتشارد فيتزويليامز، أن الأسوأ في الكتاب هو الطريقة التي يُصور بها ويليام، أي يظهره شخصاً خان ثقته، وشخصاً اعتدى عليه فعلياً، باعتبار أنها ليست صورة جيدة لملك المستقبل. وشرح هاري في مذكراته أيضاً أنه عارض ووليام زواج والده من كاميلا التي باتت قرينة الملك اليوم، خوفاً من أن تكون زوجة أب سيئة.
كذلك قال الخبير الدستوري في جامعة بانغور في ويلز كريغ بريسكوت “لا أعتقد أننا سبق أن شهدنا أمراً مماثلاً، أي أن أحد أفراد العائلة المالكة يهاجم المؤسسة بأكبر قدر ممكن من العلنية”. وأضاف أنه إذا استمر ذلك مدة طويلة، فقد يبدأ الناس بالتساؤل عمّا إذا كان من المفترض أن يغيروا رأيهم في الملكية، وعمّا إذا كان يجب إجراء إصلاح.
ورغم كل ما يتضمنه كتابه، كرر هاري في حديث صحفي رغبته في المصالحة مع عائلته، ولكن "يجب تحديد المسؤوليات أولاً".
وامتنع قصر باكنغهام حتى الآن عن التعليق، فيما نقلت صحيفة "ذي صن" عن مصادر قريبة من تشارلز الثالث ووليام، أنهما يشعران بالحزن لما أورده هاري في الكتاب.
ورأى الخبير ريتشارد فيتزويليامز أن هاري وميغان يتحكمان باللعبة، لأن القصر لا يستطيع أن يردّ بسهولة.