ما أخطر السموم في العالم؟

تؤدي مادة السم إلى الوفاة، أو إصابة معينة عند تناولها أو استنشاقها أو امتصاصها في الجسم. فمن الناحية الفنية، يمكن لأي شيء أن يكون سمًا، فإن شربت كمية كبيرة من الماء فستموت، ما يفسر مقولة "شي متى ما زاد نقص".

وبالنسبة للسموم الأكثر فتكاً في العالم، فهي الأسلحة الكيميائية... ومعظم السموم القاتلة حقًا هي سموم عصبية أي تؤثر على الجهاز العصبي، ويحدث الموت عادة نتيجة الاختناق عندما تصاب العضلات بالشلل ولا يستطيع الشخص التنفس. 

من أخطر السموم في العالم، الريسين، والبوتوكس، والتترودوتوكسين، والبتراكودوكسين، وأمانيت الذباب.

فالريسين هو بروتين شديد السمية، يستخرج من بذور نبات الخروع، والجرعة السامة المتوسطة للإنسان تقدر ب 0.2 ملغ، ويعتبر أكثر سمية من سم الكوبرا بمرتين. يعمل هذا السم عن طريق تعطيل الريبوسومات الموجودة في الخلية مما يؤدي إلى وقف إنتاج البروتين، ولا يوجد ترياق لهذا السم، ولكن من الممكن البقاء على قيد الحياة إذا كانت الجرعة صغيرة بما يكفي.

أما البوتوكس، فتستخدم كحقنة،  وهي جرعة مضبوطة ومحكومة بعناية من مادة توكسين البوتولينوم المميت عادة. وتنتج بكتيريا Clostridium botulinum سمًا عصبيًا مميتًا يسمى البوتولينوم، وفي حال تم ابتلاع هذه البكتيريا، فقد تؤدي إلى حدوث تسمم غذائي. يمكن أن نلاحظ ذلك في العلب الغذائية المغلقة أو اللحوم الفاسدة، ومن أعراض التسمم بهذه البكتيريا، الشعور بالألم وشلل مؤقت في العضلات، ويمكن للشلل الشديد أن يمنع الشخص من التنفس ويسبب الموت.

تم العثور على السم نفسه في البوتوكس، إذ يتم حقن جرعة صغيرة لتجميد العضلات في مكانها، وتقليل التجاعيد، فقد يعمل البوتوكس على مهاجمة الناقلات العصبية بحيث تصبح العضلات منقبضة ومتقلصة وغير قادرة على الاسترخاء.

ويوجد سم التترودوكسين في سمكة البخاخ، والسمكة المنتفخة ليست الحيوان الوحيد الذي يحتوي على هذا السم رباعي السموم، فهو يوجد أيضًا في بعض أنواع الأخطبوط والنيوت (السمندل) والضفادع والديدان المفلطحة ونجوم البحر وسمك الملائكية. وهو سم عصبي قوي يوقف التوصيل العصبي بين الدماغ والجسم عن طريق منع قنوات الصوديوم، ويمكن لجرعة صغيرة أن تسبب فقدان الإحساس والشلل، والكمية القليلة جداً من هذا السم تؤدي إلى شلل العضلات التي تحتاجها للعمل من أجل الحياة، ويستغرق الأمر حوالي 6 ساعات للوصول إلى التأثير الكامل للسم، وبمجرد شلل عضلة الحجاب الحاجز، لن تتمكن الرئتان من القيام بالشهيق أو الزفير وهذا يؤدي إلى الموت، أو قد يحدث الموت بسبب عدم انتظام ضربات القلب.

أما البتراكوتوكسين، فيعتبر السم الأقل احتمالًا أن تصادفه، إلّا إذا كنت تعيش في غابة مطيرة استوائية، حيث تم العثور على هذا السم في جلد الضفادع السامة. إن الضفادع نفسها ليست مصدراً السم، فهو يأتي من الطعام الذي تأكله الضفادع، وعندما ترى هذه الضفادع في حديقة الحيوانات، كن مطمئنًا لأن هذه الضفادع لا تأكل الخنافس القاتلة السامة، لذلك لا يمكنها أن تؤذيك. ويؤثر هذا السم على الجهاز العصبي لأنه يؤثر على عمل قناة الصوديوم، والنتيجة هي الشلل والموت السريع، حيث لا يوجد ترياق لهذا السم.

وبالنسبة لأمانيت الذباب، فهو نوع من الفطريات الدعامية السامة، يتواجد في المناطق المعتدلة من نصف الأرض الشمالي، وهو أحد أشهر أنواع الفطور السامة، إذ ينتج سم الأماتوكسين القاتل، وقد يستغرق الفطر السام بضعة أيام لقتل شخص وإلحاق الضرر بالكبد والقلب والكلى، وقد يكون تناول فطر واحد كافيًا لإنهائك، لذا فهو ليس أسوأ مادة كيميائية في هذه القائمة، ولكن من المرجح أن تصادفه أكثر من البعض الآخر، فيهاجم أماتوكسين الكلى والكبد، وفي النهاية يؤدي هذا الضرر إلى غيبوبة والموت، أي أنه لا يسبب موتًا سريعًا.