ما بين أبناء "العمّ سام" و"أسود فارس" ثأر كرويّ

  • حسين صالحbronzeبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الأحد، 27 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
ما بين أبناء "العمّ سام" و"أسود فارس" ثأر كرويّ

يترقّب العالم "أمّ المباريات" غداً بين أميركا وإيران، إذ تحمل هذه المباراة في طيّاتها أبعاداً سياسية-اجتماعية، تضع المنتخبين تحت ضغوط فكرية-عقائدية. وسبق أن تواجه المنتخبان في مونديال فرنسا العام 1998، وانتهت المباراة بفوز إيران بهدفين مقابل هدف، في خضم أجواءٍ مشحونة، بعد سقوط شاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة، في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية في البلاد العام 1979.

الكرة السياسية

أحاطت الإيحاءات السياسية بالمباراة التي جمعت المنتخبين سابقاً، إذ رأت وزارة الخارجية الأميركية حينها، أن المباراة قد تساعد في تحسين العلاقات بين البلدين، فيما قلّل المسؤولون الإيرانيون من شأن المباراة، واعتبروها نوعاً من "الحرب بدون رصاص".

ولخفض حدّة التوترات، اقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يومها، أن يصافح الإيرانيون لاعبي المنتخب الأميركي قبل انطلاق المباراة، لكن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، أمر بألّا يتحرّك الإيرانيون نحو لاعبي أميركا أبداً، ليُقنع بعدها المكلّف الإيراني من قبل "فيفا" بتنظيم المباراة إعلامياً مهدراد مسعودي، لاعبي المنتخب الأميركي بالتحرّك نحو المنتخب الإيراني وإلقاء التحية عليهم.

اليوم تختلف المعطيات، ويبقى الصراع نفسه، فيما يأتي لقاء العام وسط احتجاجات في الشارع الإيراني مناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى عرقلة تشهدها المفاوضات الأميركية-الإيرانية حول الملف النووي، و"دعم طهران العملية العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا"، وغيرها من التوتّرات الإقليميّة-الدوليّة. ويُشار في هذا السياق، إلى أن اللاعبين الإيرانيين لم يؤدّوا النشيد الوطني لبلادهم في مباراتهم الأولى بالمونديال ضد إنكلترا "تضامناً مع المحتّجين في طهران".

انفجار اجتماعي-رياضي

وتَواجه البلدان في مناسبات رياضية عدّة، حملت جميعها أبعاداً سياسية، كنهائي بطولة العالم للمصارعة الحرّة قبل 4 أعوام، الذي انتهى بفوز إيران بنتيجة 5-3. ومباراة الكرة الطائرة التي عاد "أسود فارس" بعدها إلى بلادهم منتصرين.

ويُتوقّع تكرار سيناريو العام 1998، عندما قام المشجعون الإيرانيون بتهريب لافتات داعمة للمعارضة الإيرانية آنذاك، يقابله في المقلب الآخر التفاخر بألوان العلم الأميركي. لكن المقاربة تختلف اليوم، فإدخال لافتات إلى الملاعب أمرُ شائع في عالم المستديرة، لكن قطر البلد المضيف لكأس العالم هذا العام، تحتاط وتقوم بعملها على أكمل وجه، لتجنّب هكذا تصرّفات، وسط توقعات بأن تشهد هذه المباراة توتّرات بين الجماهير، خصوصاً أن البلدين يشكّلان محورين سياسيين عالميين متناحرين.

‎تاريخٌ حافلُ بالكراهية بين واشنطن وطهران، فأميركا تحاصر إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية بكل قطاعاتها بما فيها القطاع الرياضيّ، وتفرض عليها عقوبات، وفوز ايران سيكون بمثابة ردّ من الجمهورية الإسلامية على خطوات الولايات المتحدة، وإبراز سيطرة رياضية، فمن سيبسط سيطرته ويضمن تأهّله إلى الدور المقبل من البطولة؟