منظمة مالطا تؤمّن رعاية صحيّة مجانية لمئات المرضى

واجه قطاع الرعاية الصحية في لبنان، وما يزال، تحدّيات كثيرة، خاصةً في المدّة الأخيرة. ويحمل سكّان لبنان، وبالأخصّ الفئات المهمّشة، عبء وتداعيات الأزمات العديدة المتتالية التي تصيب البلاد. فزيادة معدّل البطالة، إلى جانب انتشار وباء "كوفيد-19"، وكارثة انفجار الرابع من آب أضعفت قطاع الرعاية الصحية بشكل جذري، ولم تعد معظم المستشفيات قادرة على استقبال المرضى والمصابين لمعالجة حالاتهم الطارئة أو لإجراء العمليات الجراحية اللازمة لإنقاذ حياتهم. وأصبحت نسبة 75% من السكان معرّضة لخسارة التأمين الصحي، ما يزيد من عدد الأشخاص غير المؤمّن على صحتهم بكثافة، فيجدون أنفسهم غير قادرين على تغطية كلفة الاستشفاء. هذا العامل يضع المزيد من الضغط على خدمات الرعاية الصحية الحكومية المدعومة، التي بدورها تعاني من الخلل.

التزامٌ لا محدود

من هنا، أخذت منظمة مالطا في لبنان على عاتقها الارتقاء إلى مستوى تحديات قطاع الرعاية الصحية العديدة، والتزمت بالذهاب إلى ما هو أبعد من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية. فوسعت المنظمة أفق خدمات الرعاية الصحية لمدة ثلاثة أشهر، لتغطية الرعاية الثانوية والثالثة للمرضى - من فحوصات طبية وعملياتٍ جراحية - وذلك بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية ، وبدعم من منظمة مالتيزر العالمية.
وتمّ تأمين التمويل لتنفيذ مشروع دعم المرضى الأكثر حاجةً في مستشفيات حكومية ومستشفيات جامعية خاصة في لبنان. وطُبق هذا المشروع في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2022. ومنذ بدء تنفيذه، تمكّنت منظمة مالطا في لبنان من تغطية 422 حالة، ومعالجة 58% من المرضى بعملياتٍ تراوحت بين جراحة العظام، وعمليات جراحية في القلب، وفي الجهاز العصبي، والأورام.

ضمان العدل والمساواة

وضعت المنظمة سياسات وإجراءات صارمة، لتوحيد مسار العمل، وضمان العدل والمساواة في تأمين العلاج لجميع المرضى بدون أي استثناء أو تمييز، وحظيت جميع المبادئ التوجيهية المنصوص عليها  بموافقة الجهات المانحة الألمانية التي وجدت مع المنظمة، وعملت بالتعاون معها عن كثب طوال فترة تنفيذ الاستراتيجية.
ويعود نجاح المشروع أيضًا إلى جهود أطبّاء خبراء متخصصين، وطاقم طبّي، وفريق المساعدات الاجتماعية ومتطوّعين شغوفين، بالإضافة إلى تأمين المنظمة لأحدث المعدات والأجهزة الطبية لضمان تقديم أفضل الخدمات. أما المستفيدون من هذه المبادرة فهم مرضى مراكز الرعاية الصحية الأجتماعية التي أسّستها المنظمة.

مشاريع صحيّة وانمائية

يتمّ حاليًا تأمين العلاج لما بين 300 و500 مريض يوميًا في كل  مراكز المنظمة الـ ١١. وفي شهر شباط 2022، تمّ افتتاح عيادة مختصّة لتقديم الاستشارات والفحوصات الطبيّة المتعلقة بأمراض الجهاز العصبي، والأورام، والصحة النفسية. واستقبلت العيادة أكثر من 1200 مريض منذ افتتاحها حتّى اليوم. ويتمّ العمل أيضًا على تأمين تمويل إضافي للاستمرار بتطوير خدمات المنظمة في قطاع الرعاية الصحية خاصةً الأولية، وتلبية حاجات جميع المجتمعات المحلية.
ويقول رئيس اللجنة الطبية في منظمة مالطا في لبنان البروفسور بشارة أسمر، إنّ هدف المنظمة الرئيسي هو تأمين العلاج والرعاية الصحية بامتياز، لكلّ من يطلب المساعدة.
توجّه منظمة مالطا في لبنان جهودها بالكامل نحو تأمين التمويل لدعم القطاعين الخاص والعام في البلاد، ونحو قيادة وتنفيذ مشاريع إنمائية لتطوير  قطاعات عدة بحاجة إلى الدعم، إلى جانب الرعاية الصحية، مثل قطاع الزراعة والشؤون الاجتماعية وغيرها.